مقالات وأراء
أمي أيعلمون بأن رحيلك أطفأ نور قلبي

بقلم /زينب مدكور
مع حلول عيد الأم عاماً بعد عاماً تتجدد مشاعر الحب والامتنان لجميع الأمهات ،
ونتذكر كل قصص الكفاح والمعاناة والصبر والحنان اللامتناهي ، لكل أم قاتلت وكرست حياتها لأطفالها ،
وتستحق التكريم في كل الأوقات. في مثل هذا اليوم الذي يوافق 21 مارس من كل عام .
الأم لا يكفيها هدايا العالم فهي رمز العطاء والتضحية فهل بعد هذا يبقي حديث
فهي نهر يتدفق بكل معاني الحب والخير لأبنائها لا يكفيها كلام العالم ولا عطاءات الدنيا
فالأم هي مصدر الحياة والعطف والأمان لكل من حولها. كانت هي التي حملت طفلها
لمدة تسعة أشهر وعانت من العديد من المشاكل والصعوبات طوال فترة حملها حتى
وُلِدت أنت في هذا العالم وبدأت رحلة جديدة في حياتها بك . فإن علاقة الابن بالأم من أقوى العلاقات الإنسانية ، لأن المرء يحتاج دائمًا إلى أمه في جميع مراحل حياته ، من الجنين في الرحم إلى الولادة ،
ثم الطفل ، ثم الصبي ، ثم الرجل . لذلك فلكل أم حقوق علي مجتمعها واسرتها
وأبنائها ومن حقوق الأم على أبنائها أن تحظى باحترامهم وتقديرهم لها، وذلك بالتعامل معها بكلّ حب ولين ولطف ، وتوفير جميع الاحتياجات والمتطلبات الخاصّة بها، وتجنّب القسوة في التعامل معها أو مقاطعتها،
وطاعتها في غير المعصية لله تعالى، وذلك لقوله تعالى في كتابه العزيز:
“ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير”
فكانت وفاة والدتي من أصعب المواقف في حياتي. لقد بدأت أفهم كيف يمكنك رؤية شخص على
أنه حياة وبدونه ذهبت الحياة ، فالعالم صغير جدًا في عيني بعد رحيلها ، بل وانعدم ،
لن أنسي ابتسامتك عندما أفعل ما تتطلبين ونظرتك التى أراها عند غضبك علي ،
لن أنسي تطبيبك لي وسهرك ودموعك عند مرضي ودعائك المتكرر الذي يسمعه ربي منك ،
فوجودك كان حقا الأمان فأمانى كان وجودك وحضنك ودعائك فكان يكفيني حضنك عند عودتي من مدرستي ، حياتي بعدك حقا أصبحت معاناة ذهب كل معني للأمان عند رحيلك يا أمي ذهبت سعادتى
وضحكتي أتمنى أن يعود بي الزمن ولو لحظة لإحتضانك ولو لدقيقة . ففقدان الأم والأب موت وأنت على قيد الحياة … فمنذ تركتني والدتي ، في كل مرة أرى شخصًا يضحك مع والدته ، أو يناديها ،
أو يكتب عنها أو يتحدث عنها ، ” أدعي الله في قلبي ، يا رب لا تجعلهم يشعرون
أو يذوقون مرارة الألم بفقدان الأم .. فأنت تعلم ياالله جيداً أنه لا يوجد ألم يمكن أن يكسر القلب
غير فقدان الأم . فبعد فقدان الأم ، لا نهاية لحزن ولا سعادة تكتمل “. فإن رحيلكم مأساة أخرى ،
فالألم في داخلي باقٍ ودموعي تتدفق كل يوم بدونك يا أمي . أمي وأبي ربي أعطهما
نوراً وقوةً وثباتاً يوم لقائك ،اللهم ارحمهم واغفر لهم بقدر شوقي لهم . ومن هنا أقول لكل أم بعيدة عن أبنائها
أتمني أن تقرأى وتعرفي مدي معاناة أبنائك ببُعدك ولكل ابن عليك أن تعلم مدي معاناتك
وأنت بعيد عن والدتك ومع وجود وأهمية الأم التى تلاشت معانيها مع الأسف في زمننا هذا كتبت
وتناقلت بالقلم لكل سيدة وسيد لمعرفة ما أصبحناه الآن وتلاشيِ معني الأسرة الذى أثرت في وجودها
وتفككها الأم إن الأم علي مر العصور والأزمنة باقية ، هي الأم والقلب والعقل هي الحنان
والمسؤولية والأمان هي الغريزة التي تولد بها كل فتاة وتحيا عند زواجها وانجابها الأم هي الوطن
ورأس بل وعمود كل أسرة وبيت هي أساس كل مجتمع يبني أمة ،، ولكن هناك العديد من الآراء
نحو اختلاف الأزمنة وحتي الآن بين الأم من زمن فات والأم في وقتنا الحالي : فهناك رأي :
أن الأم أصبحت الآن صديقة أقرب لأبنائها ، لأنها متعلمة وعلى قدر ثقافي أعلي من سنين مضت ،
وهذا القدر الكافي من التعليم جعل المسافة أقرب بينهما. وجعلها قادرة على فهم واستيعاب معظم أفكارهم ،
حيث من الممكن أن يلجأ الآن الابن إلى والدته من أجل أي شيء. سواء في المنزل أو في الخارج أو في التعليم .
ورأي آخر يقول أنه في الماضي كانت الأم أقرب إلى أطفالها ، لأنها كانت تتزوج مبكرًا وتنجب مبكراً،
وهذا التقارب على مر السنين ساهم في وجود الألفة وتقارب النفسية بين الأم وابنائها .
خاصة مع وجودها في المنزل طوال الوقت ، وهذا كان بالنسبة لهم شئ أساسي ،
ولا يمكنهم تخيل البيت بدونها ، وكان الاعتماد عليها دائم وباستمرار. لكن هذه الفكرة لم تعد موجودة اليوم ، حيث تضاءل دور الأم في المنزل لصالح دورها خارجه .
ومن الآراء أيضا :أن الأم أصبحت الآن أكثر انفتاحًا ، وتشارك هوايات عائلتها ، وأصبحت جزء من اهتماماتهم ،
خاصة مع وجود السوشيال ميديا الآن ، وقد جعلت نفسها حاضرة بشكل مختلف. . في حياة أطفالها ،
ولكن الأم في وقت ما كان لديها صورة معينة ، خاصة بمهام ومسؤوليات معظمها كانت متعلقة فقط بشؤون المنزل. وأيضا هناك من يقول أن الأمومة واحدة ولكن الأطفال أنفسهم هم من يتغيرون وتقول:
لا أعتقد أن هناك فرق بين أمهات اليوم وأمهات الأمس. لأن الأمومة غريزة ، غريزة إلهية ،
ومشاعر الأم هي ما يميز سلوكها مع أطفالها ،
ولكن قد يكون هناك اختلاف طفيف في طريقة تعاملها مع أطفالها ، لأن الأطفال هم الذين تغيروا ، ووعيهم واهتماماتهم ، والأم مطالبة بمواجهة هذه الأفكار الجديدة للأطفال ،
وفهم احتياجاتهم ، وتكون على مستوى الثقافة والمعرفة التي تسمح لها بالإجابة على أسئلتهم.
والبعض يعتقد أن الأمومة قد مرت ببعض التغييرات ويقول: إن مفهوم الأمومة تأثر بالتغييرات
التي حدثت في حياتنا ، مثل كل شيء ولا أقول إحساس الأمومة لأنه شئ رباني ،
ولكن الأمهات اليوم مختلفات، حتى في الشكل الخارجي للأسف .
وعند سماعي لكل هذه الآراء ومع فقداني أمي أردت أن أَرسل باقة ورد وحب وشكر لكل أم ما زالت
أم لأبنائها لكل لكل أم سمحت لأبنائها أن يعيشوا بين أب وأم جديرين بالإحترام لكل أم نست نفسها ومجدها ومستقبلها الذي تتوهم بناءه وهي هادمة لمستقبل أبنائها ، تحية حب وتقدير
وعرفان لكل أم عاشت وأملها الوحيد تربية أبناء صالحين بعيدا عن الفكر المسمم الذي سمم عقل كل من خالت لها نفسها أن تنسي أنها عندما أنجبت أصبح مستقبلها أولادها وفقط وطموحها نجاح من أنجبتهم
لأن حقهم عليها بعد إنجابها لهم أن يشعروا بحنانها وأمانها التى هي مسئولة عن توفيره لهما ،
تحية لكل أم إلتزمت بتعاليم دينها وأخلاقها وفكرت في إنشاء أسرة سوية تنفع المجتمع والوطن الذي سيفخر بهم ومن ثَم يعود لها هذا الفخر لأنها كانت أساسه ومنبعه ،تحية شكر وتقدير لكل أُم
لا تقول بعد إنجابها نفسي نفسي وأبنائي وحبهم وأمانهم وإطمئنانهم لأن بهم الجنة تحت أقدامي .