بوتين يهدد بحرب نووية وينذر بعواقب كبيره

متبعة: طارق عامر
يعتقد أستاذ الأمن الدولي في جامعة نوتنغهام، أن تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النوويةعلي اثر العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا يفتح ابواب عواقب وخيمة على جميع الدول الغربية.
وأضافوا في مقال نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، أن الرئيس بوتين سبق أن وعد خصومه بعواقب غير مسبوقة في حالة استخدام روسيا للأسلحة النووية، وأدى هذا التهديد من قبل بوتين إلى حالة من الارتباك والاضطراب بين القادة السياسيين والأمنيين للدول الغربية بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا أولا، فضلا عن التهديد الروسي القوي باستخدام الأسلحة النووية، وأكدت المخاوف الغربية من استخدام روسيا للأسلحة النووية من قبل القوات الروسية التي تقصف محطة زابوروجيت للطاقة النووية في أوكرانيا.
وأشار المقال إلى أن تلك المواقف من جانب بوتين أدت إلى تذكير الناتو بحقبة كان يعتقد أنها أصبحت منسية، وهي حقبة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي عندما كانت مخاطر المواجهة المباشرة والتصعيد غير المتوقع بين الطرفين مرجحة للغاية، إلا أن التعامل الآن مع عقلية الحرب الباردة السابقة يمثل تحديا كبيرا لأسباب عديدة. أولها أن تهديد بوتين باستخدام الأسلحة النووية جاء في وقت لم تكن فيه الدول الغربية مستعدة لمعالجة القضية النووية، فالعواصم الغربية الآن تفتقر إلى الخبرة للتعامل مع هذه القضية بعد اختفاء التهديد السوفيتي الذي كان موجودا خلال الحرب الباردة، وأصبح الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الباردة لأن الأجيال السابقة من القادة كانت لديها الخبرة للتعامل معها. الأزمات الناشئة عن تهديد الحرب النووية حيث يمكنهم معالجة ومنع مثل هذه التهديدات، وصانعو السياسات في الدول الغربية الآن ليس لديهم هذه الخبرة.
وعلاوة على ذلك، تلاشت تدريجيا الأطر القديمة للاتفاقيات الأمنية الموقعة بين روسيا من جهة، وأمريكا والدول الأوروبية من جهة أخرى في أعقاب الحرب الباردة، والتي عززت المنافسة العسكرية الغربية ضد روسيا، وشكلت إطارا لتنظيم العلاقة بين الطرفين.
والعنصر الثالث الذي زاد من خطر ظهور التهديد النووي هو أن سياسة الردع نفسها لم تعد مهمة في عصرنا كما كانت في الماضي، كما أشار هنري كيسنجر وجورج شولتز، وزيرا الخارجية السابقان، عندما شددا على أن الردع النووي أصبح الآن عديم الفائدة، بل إنه يخاطر باستخدام الأسلحة النووية حتى عن غير قصد.
في مقالهما، أوضح عزرائيل بيرمانت وأوين ريس أن التطور التكنولوجي الحديث أضاف المزيد من التعقيدات، على سبيل المثال، إعلان بوتين عام 2018 عن قدرة بلاده على نشر العديد من الأنظمة النووية الحديثة لتشمل الطائرات النووية بدون طيار تحت الماء وصواريخ كروز النووية، ناهيك عن التطور الكبير في تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني الذي يهدد بكارثة حقيقية إذا تم اختراق أنظمة التحكم في الأسلحة النووية والتحكم فيها من قبل المتسللين.
لقد اعتقدوا أن هذه المخاطر والتطورات تتطلب من الدول الغربية إعادة التفكير في استراتيجياتها الأمنية قصيرة وطويلة الأجل. على المدى القريب، يجب على الولايات المتحدة وحلفائها التركيز على إقناع بوتين بالانسحاب من أوكرانيا، في مقابل رفع العقوبات المفروضة على بلاده وإعطاء الكرملين ضمانات أمنية بعدم تعبئة قوات الناتو على الحدود الروسية. أي توترات مستقبلية بين الشرق والغرب، سواء على الصعيدين التقليدي أو النووي.